
يُعد الزنك من المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة ولكن تأثيره كبير على الصحة العامة، خصوصًا على صحة الجلد والجهاز المناعي. فعندما ينخفض مستواه في الجسم، تبدأ مجموعة من العلامات المميزة في الظهور، وأبرزها البقع الجافة والمتقشرة حول فتحات الجسم مثل الفم، الأنف، العينين، والشرج.
أولًا: دور الزنك في صحة الجلد
يُسهم الزنك في العديد من العمليات الحيوية المرتبطة بصحة الجلد، فهو:
يساعد في التئام الجروح وتجديد خلايا البشرة.
يشارك في إنتاج الكولاجين الذي يمنح الجلد مرونته ونضارته.
يحد من الالتهابات الجلدية بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا والالتهابات.
يحافظ على توازن الغدد الدهنية، مما يمنع جفاف أو تهيج البشرة.
ثانيًا: كيف يظهر نقص الزنك على الجلد؟
عندما يفتقر الجسم إلى الزنك، تتأثر البشرة بشكل واضح، إذ تظهر أعراض مميزة تُعتبر علامة إنذار مبكرة، منها:
البقع الجافة والمتقشرة حول فتحات الجسم
تظهر عادة حول الفم والعينين والأنف والمنطقة التناسلية.
تكون هذه البقع حمراء أو بنية مائلة للرمادي مع قشور خشنة تشبه الأكزيما.
يرافقها أحيانًا حكة أو شعور بالحرقان، وقد تتشقق في الحالات المتقدمة.
يُلاحظ أنها لا تستجيب جيدًا للكريمات المرطبة العادية، مما يميزها عن جفاف الجلد العادي.
ثالثًا: أسباب نقص الزنك
نقص الزنك قد ينتج عن عدة عوامل، منها:
سوء التغذية أو تناول وجبات تفتقر إلى البروتينات الحيوانية.
الأنظمة النباتية الصارمة دون تعويض كافٍ بالمكملات.
أمراض الأمعاء التي تعيق امتصاص الزنك مثل داء كرون أو الداء البطني.
فترات النمو أو الحمل والرضاعة حيث تزداد الحاجة إلى الزنك.
الإفراط في تناول الحديد أو الكالسيوم اللذين قد يعيقان امتصاص الزنك.
رابعًا: أعراض أخرى لنقص الزنك
بالإضافة إلى التغيرات الجلدية، قد تظهر أعراض أخرى تشمل:
تأخر التئام الجروح.
تساقط الشعر وضعف الأظافر.
فقدان الشهية والوزن.
ضعف المناعة وتكرار الالتهابات.
مشاكل في التذوق أو الشم.
تأخر النمو عند الأطفال.
خامسًا: التشخيص والعلاج
يتم التشخيص عبر:
فحص مستوى الزنك في الدم أو البلازما.
تقييم الأعراض السريرية وسجل التغذية.
أما العلاج فيشمل:
تعديل النظام الغذائي ليشمل أطعمة غنية بالزنك مثل:
اللحوم الحمراء، الكبد، الدواجن، الأسماك، البيض.
المكسرات، البقوليات، الحبوب الكاملة.
تناول المكملات تحت إشراف طبي.
العناية بالبشرة باستعمال مرطبات طبية ومراهم تحتوي على الزنك.
سادسًا: الوقاية
الحفاظ على نظام غذائي متوازن.
تجنب الحميات القاسية أو الأحادية.
مراقبة صحة الجلد والتوجه للطبيب عند ظهور بقع غريبة أو جفاف شديد.
نقص الزنك ليس مجرد اضطراب بسيط، بل حالة تؤثر في أجهزة الجسم كافة، وتظهر علاماته بوضوح على الجلد. إن ملاحظة بقع جافة ومتقشرة حول فتحات الجسم يجب ألا تُهمل، فهي إشارة صريحة إلى خلل غذائي يحتاج إلى تصحيح فوري، لتعود البشرة صحية متوازنة والجسم في أفضل حالاته.