من قلب مدينة سيدني، تتكوّم الطوابير أمام محلات بيع الذهب، في مشهد أصبح يتكرر يوميًا. رجال ونساء من كل الأعمار يقفون لساعات طويلة، صابرين، في انتظار الحصول على قطعة من المعدن النفيس، في حين يشهد العالم أسعارًا قياسية للذهب لم يسبق لها مثيل.
الخبراء يصفون هذا التدافع بأنه أكثر من مجرد شراء، إنه رمز للخوف من الغد في ظل تقلب الأسواق وعدم اليقين الاقتصادي. المواطن العادي، الذي لم يكن يهتم بالاستثمار من قبل، أصبح يسأل عن نقاوة الذهب وعن أفضل الطرق لامتلاكه. البعض يسميه “فومو الذهب” — الخوف من تفويت الفرصة.
مصادر موثوقة تشير إلى أن هذا الارتفاع في الطلب مرتبط بعدة عوامل: صعود أسعار الذهب عالميًا، توقعات خفض الفائدة في أستراليا والولايات المتحدة، وتقلبات السوق التي دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن. كما أن البنوك المركزية وبعض المؤسسات العالمية زادت من مشترياتها، ما رفع الضغط على العرض.لكن، ورغم كل هذه الدوافع، يحذّر المحللون من مخاطر الانجراف وراء الحشود. شراء الذهب عند الذروة، يقول الخبراء، قد يكون محفوفًا بالمخاطر، إذ أن بعض هذه الطوابير يمثل مؤشراً على ذروة السوق، لا على بداية الصعود.
في الصور والفيديوهات المتداولة، ترى الوجوه المتحمسة، وعلو الصوت عند النقاش حول الأسعار، والاندفاع لحجز أي قطعة ذهب متاحة. هذا المشهد يعكس أكثر من مجرد رغبة في الشراء: إنه انعكاس لقلق جماعي حول مستقبل الاقتصاد والأمان المالي.
سيدني اليوم ليست وحدها في هذا الهوس. العالم يراقب الأسعار، ويلاحظ كيف يمكن لجانب نفسي بسيط — رؤية الآخرين يصطفون — أن يحرك السوق بأكمله. في نهاية المطاف، الذهب يبقى معدن الأمان، لكن الطوابير الطويلة تحذّر بأن الخوف الجماعي قد يكون أثمن من الذهب نفسه.











