أخباردولية

تصعيد غير مسبوق.. هجوم إسرائيلي حاد على ترامب بعد تصريحاته المثيرة حول نتنياهو والبرغوثي

تفاقمت حدّة التوتر الإعلامي والسياسي بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية تصريحات جديدة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دعا فيها إلى العفو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والإفراج عن الزعيم الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي في إطار ما وصفه بخطوة نحو “سلام عادل وشامل”. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة داخل إسرائيل، كان أبرزها من الدبلوماسي الإسرائيلي السابق آلون بينكاس، القنصل العام الأسبق في نيويورك، الذي شنّ هجوماً عنيفاً وغير مسبوق على ترامب، معتبراً أنه تجاوز حدوده السياسية وتدخل في الشأن الداخلي الإسرائيلي بطريقة “سطحية وعديمة الفهم”.

بينكاس وصف في حديث لوسائل إعلام إسرائيلية ترامب بأنه “لا يدرك إطلاقاً كيف يعمل النظام الإسرائيلي، ولا يفرّق بين المؤسسات السياسية والقضائية في البلاد”، مضيفاً أن حديثه عن العفو عن نتنياهو “مبالغ فيه وغير واقعي”، وأن محاولة الربط بينه وبين الإفراج عن البرغوثي تمثل “عبثاً سياسياً ومزايدة إعلامية”. وانتقد بينكاس بشدة ما اعتبره “أسلوب مقايضة” يتعامل به ترامب في السياسة الخارجية، قائلاً إن إسرائيل ليست جزءاً من صفقات شخصية أو حملات انتخابية أمريكية، وإن أمنها واستقلال قرارها لا يمكن أن يكونا موضوعاً للمساومة أو المزايدة.

ويأتي هذا الهجوم في وقت حساس تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وتل أبيب تبايناً واضحاً في عدة ملفات، من بينها ملف غزة، ومستقبل العملية السياسية مع الفلسطينيين، والانتخابات الأمريكية المقبلة التي يحاول ترامب فيها استعادة موقعه السياسي عبر مواقف صاخبة تلفت الأنظار. إلا أن هذه المرة، يبدو أن تصريحاته انعكست عليه سلباً حتى داخل الأوساط الإسرائيلية التي طالما اعتبرته حليفاً قوياً لإسرائيل خلال ولايته الرئاسية، لاسيما بعد اعترافه بالقدس عاصمةً لها ونقله السفارة الأمريكية إليها.

تصريحات ترامب الأخيرة لم تمر مرور الكرام، بل فتحت باباً واسعاً للنقاش في الإعلام الإسرائيلي حول حدود العلاقة بين الجانبين. فبينما يرى بعض المعلقين أن مواقف ترامب تعبّر عن شخصيته المتقلبة ورغبته في تسجيل نقاط سياسية قبل الانتخابات، يرى آخرون أن الرجل بات يشكل عبئاً حتى على حلفائه التقليديين، وأن تصريحاته قد تؤدي إلى إرباك في المشهد السياسي الإسرائيلي الداخلي، خصوصاً في ظل ما يعيشه نتنياهو من ضغوط قضائية وانقسامات حادة داخل الائتلاف الحاكم.

الهجوم الذي شنّه آلون بينكاس لم يكن مجرد انتقاد عابر، بل عكس تراجعاً واضحاً في النظرة الإسرائيلية إلى ترامب الذي كان يوماً يُوصف بـ“الصديق الأقرب لإسرائيل في البيت الأبيض”. لكنّ المتغيرات السياسية، والملفات المعقدة في المنطقة، جعلت هذه العلاقة تمر بامتحان صعب، خاصة عندما يصبح الخطاب الانتخابي الأمريكي عاملاً مؤثراً في قضايا تعتبرها تل أبيب شأناً داخلياً سيادياً. وهكذا، تحوّل حليف الأمس إلى مصدر حرج اليوم، في مشهد يعكس هشاشة التحالفات السياسية حين تتقاطع المصالح مع الطموحات الشخصية، وتختلط الشعارات بالدبلوماسية في زمن صاخب بالمفاجآت والتصعيدات المتلاحقة.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا