رياضة

لبؤات الأطلس الصغيرات.. ثلاثية تاريخية تفتح بوابة المجد في المونديال

بروح قتالية كبيرة وأداء راقٍ، واصلت لبؤات الأطلس لأقل من 17 سنة كتابة فصول جديدة في تاريخ الكرة النسوية المغربية، بعدما حققن فوزًا مستحقًا على منتخب كوستاريكا بثلاثة أهداف لهدف واحد، في ختام دور المجموعات من كأس العالم للفتيات تحت 17 سنة، لتضع المغرب رسميًا بين كبار العالم في الدور ثمن النهائي.

منذ الدقائق الأولى، ظهرت اللبؤات بعزيمة واضحة على تحقيق النصر، حيث فرضن سيطرتهن على وسط الميدان وأربكن الدفاع الكوستاريكي بتمريرات دقيقة وسرعة في التحرك. ولم تمضِ سوى دقائق معدودة حتى افتتحت ميساء باها التسجيل بطريقة فنية رائعة أربكت الحارسة اللاتينية. هدف مبكر رفع المعنويات وأشعل حماس الجماهير المغربية التي تابعت اللقاء بشغف من مختلف المدن.

واصلت النجمات الصغيرات الضغط الهجومي، مستثمرات الثقة التي اكتسبنها من اللقاءات السابقة، لتنجح نفس اللاعبة، ميساء باها، في إضافة الهدف الثاني بعد هجمة منظمة أظهرت الانسجام الكبير بين خطي الوسط والهجوم. ومع حلول الدقيقة الثامنة والسبعين، عمّ الفرح مجددًا المدرجات الافتراضية حين جاء الهدف الثالث ليقضي تمامًا على أحلام كوستاريكا بالعودة في النتيجة.

ورغم تسجيل الخصم لهدف شرفي في اللحظات الأخيرة، فإن النتيجة لم تتغير، وخرجت لبؤات الأطلس مرفوعات الرأس، متأهلات إلى ثمن النهائي بجدارة واستحقاق، ليواصلن بذلك ملحمة الإنجازات التي بدأتها الكرة النسوية المغربية منذ مونديال أستراليا ونيوزيلندا للسيدات.

هذا التأهل لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل قاعدي متكامل قادته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتوجيه من جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من دعم الرياضة النسوية خيارًا استراتيجيًا لتكريس حضور المرأة المغربية في المحافل الدولية.
كما يُظهر نجاح اللبؤات الصغيرات عمق المشروع الكروي الوطني، الذي بات يصدّر المواهب للعالم، ويزرع الثقة في الجيل الجديد من اللاعبات اللواتي يحملن شغف الوطن على أكتافهن الصغيرة، ولكن بقلوب الأسود.

الكرة النسوية المغربية اليوم لا تُنافس فقط على النتائج، بل على الصورة والمكانة، حيث أصبحت رمزًا للتطور والانضباط والعزيمة. وبهذا الفوز، أثبتت لبؤات الأطلس أن الطموح لا يعرف عمراً، وأن الأمل المغربي في منصات التتويج لم يعد حلماً بعيدًا، بل حقيقة تُكتب بأقدام فتيات آمنّ أن المغرب يستحق الفخر في كل الميادين.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا