
في المغرب، تشكل فئة الشباب الركيزة الأساسية لأي مشروع تنموي يهدف إلى بناء مستقبل مستدام وعادل. إذ يمثل الشباب النسبة الأكبر من سكان البلاد، ما يجعلهم عنصراً محورياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى المملكة إلى بلوغها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
لقد أولت الدولة المغربية اهتماماً خاصاً بإدماج الشباب في مسار التنمية، من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات الوطنية، مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي فتحت آفاقاً واسعة أمام الشباب للمشاركة في مشاريع اجتماعية واقتصادية تساهم في تحسين ظروف العيش وخلق فرص الشغل. كما شجعت السياسات العمومية على دعم ريادة الأعمال الشبابية والابتكار في مجالات الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، مما جعل العديد من الشباب المغاربة يبدعون في مشاريع بيئية وتكنولوجية تسهم في الحد من التلوث وتحسين كفاءة الموارد.
من جهة أخرى، تلعب الجمعيات والمنظمات الشبابية دوراً متزايد الأهمية في ترسيخ ثقافة التنمية المستدامة داخل المجتمع. إذ يعمل العديد من الشباب في مجالات التوعية البيئية، وحماية الموارد الطبيعية، والتطوع في المناطق القروية، ما يعكس وعياً متنامياً بدورهم في حماية البيئة وتعزيز العدالة الاجتماعية.
ورغم هذه الجهود، لا تزال هناك تحديات تواجه الشباب المغربي في المساهمة الكاملة في التنمية المستدامة، من أبرزها ضعف الولوج إلى فرص التمويل والتكوين، وصعوبة إدماج الطاقات الشابة في سوق العمل بشكل فعّال. غير أن الطموح والإرادة التي تميز هذه الفئة تبقى أقوى من التحديات، إذ يشهد المغرب بروز جيل جديد من القادة الشباب الذين يجمعون بين الحس الوطني والوعي البيئي والقدرة على الابتكار.
إن تحقيق التنمية المستدامة في المغرب لن يكتمل إلا بمشاركة فعلية وواعية من الشباب، فهم القوة التي تحمل مستقبل الوطن، والعنصر القادر على تحويل الرؤى الاستراتيجية إلى واقع ملموس يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة والعدالة الاجتماعية.











