
أثار مسلسل ورد وشوكولاتة عاصفة جدل بعد الحلقة التي ظهرت فيها جريمة قتل مروة ومحاولة إخفاء جثتها، إذ شعر المشاهدون بأن العمل لم يعد مجرد دراما مستوحاة من “عدة قضايا” كما قال صُنّاعه، بل بات يجسّد نفس تفاصيل قضية المذيعة الراحلة شيماء جمال بشكل شبه كامل. فور عرض المشهد، امتلأت مواقع التواصل بتعليقات أكدت أن الخط الدرامي مطابق لما كشفته التحقيقات في قضية شيماء، بداية من طبيعة العلاقة المضطربة، مرورًا بالتهديدات والعنف النفسي، وصولًا إلى مشهد القتل وطريقة التخلص من الجثة. هذا التشابه الدقيق جعل المتابعين يجمعون على أن المسلسل يعرض القصة ذاتها، حتى وإن حاول المنتج والمخرج الإصرار على أنه عمل مستقل لا يستهدف أي واقعة بعينها.
ردود الفعل الشعبية لم تقف عند حدود النقاش الفني، بل تحوّلت إلى شبه إجماع بأن ما حدث تجاوز “الاستلهام” ودخل في نطاق إعادة تمثيل قضية حقيقية لا تزال مؤلمة لأسرة الضحية. كثير من المشاهدين أكدوا أن مشهد إخفاء الجثة هو اللحظة التي جعلت الأمر واضحًا، إذ بدا مطابقًا تمامًا لطريقة الجريمة في الواقع، ما دفع الناس للتساؤل عن حدود الأخلاق في الفن، وعن مدى احترام الأعمال الدرامية لحقوق ومشاعر أسر الضحايا.
على الجانب الآخر، لم تقف والدة المذيعة الراحلة مكتوفة الأيدي بعد هذا الجدل. فقد صرّحت بأنها تتابع العمل بدقة منذ بدايته، لكنها بعد مشاهدة مشهد القتل قررت اتخاذ خطوات قانونية فعلية. فكلّفت محاميًا لمراجعة المسلسل بالكامل والتأكد من عدم استغلال قضية ابنتها دون إذن، وأعلنت أنها لن تتردد في اللجوء للقضاء إذا ثبت استخدام تفاصيل حقيقية من حياة شيماء أو من وقائع الجريمة التي عرفها الجميع. الأم اعتبرت أن المسلسل يعيد فتح جرح لم يندمل، ويعرض تفاصيل مؤلمة تخص أسرتها دون مراعاة لحقهم في الخصوصية أو لحرمة القضية.
هذا المزيج من ردود فعل الجمهور وتحركات أسرة شيماء جمال وضع المسلسل في قلب نقاش واسع حول المسؤولية الأخلاقية للدراما عندما تستند إلى أحداث واقعية، خاصة حين تكون مرتبطة بمأساة ما زالت حديثة وقاسية. وبين دفاع صُنّاع العمل ورفض الجمهور وقوة الموقف القانوني من الأسرة، يبدو أن الجدل لن يهدأ قريبًا، وأن سؤالًا أكبر عاد للواجهة: هل يحق للفن أن يقترب إلى هذا الحد من الحقيقة دون العودة لأصحابها؟











