أخبار

ثوران بركان “هايلي جوبي” يطلق رماده عبر البحر الأحمر

في تطور جيولوجي نادر، شهدت إثيوبيا خلال الساعات الماضية ثوران بركان “هايلي جوبي” الواقع في منطقة عفر شمال-شرق البلاد، في حدث يُعتبر الأول من نوعه لهذا البركان منذ آلاف السنين، وفق ما أكدته البيانات العلمية المتاحة. وقد أطلق البركان أعمدة كثيفة من الرماد البركاني ارتفعت نحو السماء واتجهت بفعل الرياح إلى مناطق على الضفة الأخرى من البحر الأحمر، شملت اليمن وسلطنة عُمان، وهو ما استدعى تنبيهات رسمية ومراقبة دقيقة لجودة الهواء في تلك الدول.

رمادٌ عابر للحدود وتنبيهات من سلطنة عُمان:

مع توسّع حركة سحب الرماد نحو أجواء الخليج، أصدرت هيئة البيئة في سلطنة عُمان تنبيهات للسكان وشركات الطيران بضرورة متابعة الحالة الجوية، مؤكدة أنها تراقب عناصر جودة الهواء لحظة بلحظة، وأن مستويات الملوثات لا تزال ضمن الحدود الطبيعية رغم وصول أجزاء من الرماد البركاني إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي.

أما في اليمن، فقد رُصدت كذلك تحركات للغبار البركاني في بعض الأجزاء الغربية، دون تسجيل أضرار مباشرة أو تأثيرات على الصحة العامة حتى الآن.

تحذيرات طيران دولية ومسارات جوية معدلة:

في الهند، سارعت هيئة الطيران المدني (DGCA) إلى إصدار تعليمات لشركات الطيران بتجنّب المسارات الجوية القريبة من مناطق انتشار الرماد. هذا القرار جاء بعد اضطرار إحدى رحلات شركة IndiGo إلى تغيير مسارها تفادياً للسحب الكثيفة المنطلقة من البركان، ما يعكس حساسية شركات الطيران تجاه مثل هذه الظواهر الطبيعية التي قد تُلحق أضراراً بمحركات الطائرات وأجهزتها.

ورغم أن بعض المنصات الإخبارية تحدّثت عن “إرباك لحركة الطيران في غرب آسيا”، إلا أن المعطيات المؤكدة حتى الآن تشير إلى تحذيرات ومسارات معدّلة أكثر مما تشير إلى توقفات أو اضطرابات واسعة. ومع ذلك يبقى التأثير الجوّي مُحتَملاً في الساعات المقبلة بحسب حركة الرياح وكثافة الرماد.

حدث طبيعي نادر.. وتداعيات مفتوحة:

يُجمع الخبراء على أن ثوران “هايلي جوبي” حدث استثنائي بحكم غياب أي سجل بركاني سابق له في التاريخ الحديث. كما أن وقوعه في منطقة نشطة جيولوجياً يجعل متابعة التطورات ضرورة قصوى، سواء على المستوى المحلي داخل إثيوبيا أو على مستوى الدول المجاورة التي قد تتأثر بشكل غير مباشر.

فبين التنبيهات الجوية، وتحركات الرماد، والتغيرات الجيولوجية غير المتوقعة، يبقى المشهد مفتوحاً على تطورات جديدة، فيما تستمر المراصد الجيولوجية في مراقبة البركان عن قرب لتقييم مدى استمرارية نشاطه واتساع تأثيره الإقليمي.

جواد مالك

مدير عام و رئيس تحرير جريدة أهم الأخبار الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا