صحة

الإنفلونزا.. ضيف موسمي يجب الحذر منه

مع دخول الفصل البارد وازدياد تقلبات الطقس، يبدأ موسم الإنفلونزا في الانتشار بشكل واسع، ليُعدّ واحداً من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعاً وتأثيراً على مختلف الفئات العمرية. وتتسبب الإنفلونزا في ارتفاع درجة الحرارة، وآلام الجسم، والتعب الشديد، والتهاب الحلق، والسعال، وقد تتطور لدى البعض إلى مضاعفات أكثر خطورة، خصوصاً لدى الأطفال الصغار، كبار السن، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. ويؤكد الأطباء أن انتقال الفيروس يتم أساساً عبر رذاذ العطس والسعال، أو ملامسة الأسطح الملوّثة، ما يجعل الوقاية أمراً ضرورياً خلال هذه الفترة من السنة.
وتوصي الهيئات الصحية العالمية بمجموعة من الإجراءات البسيطة لكنها فعّالة للغاية، وفي مقدمتها أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمي الذي يعدّ خطّ الدفاع الأول، حيث يقلل من احتمال الإصابة ومن شدّة الأعراض في حال حدوثها. كما ينصح بالمواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون، واستخدام المعقمات، وتجنب لمس الوجه، والحفاظ على التهوية الجيدة داخل المنازل وأماكن العمل، مع تجنب الاقتراب من الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الزكام أو الحمى. كما يلعب تقوية الجهاز المناعي دوراً مهماً، وذلك عبر التغذية المتوازنة، وشرب كميات كافية من الماء، والنوم الجيد، وممارسة النشاط البدني بانتظام.
أما في ما يتعلق بالعلاج، فإن معظم حالات الإنفلونزا تُشفى تلقائياً خلال أيام قليلة عبر الراحة التامة، والإكثار من السوائل، وتناول خافضات الحرارة ومسكنات الآلام عند الحاجة. وفي بعض الحالات، قد يصف الأطباء أدوية مضادة للفيروسات، خاصة عند الفئات الهشة أو عند ظهور مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي. كما يُنصح بتجنب استعمال المضادات الحيوية لأنها غير فعالة ضد الفيروسات. ويبقى العزل المنزلي عند الإصابة أهم وسيلة لمنع نقل العدوى للآخرين، إضافة إلى ارتداء الكمامة وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
وفي السياق العلاجي، تتوفر في الصيدليات مجموعة من الأدوية الآمنة والفعّالة التي تساعد في تخفيف أعراض الإنفلونزا، ومن بينها خافضات الحرارة مثل “باراسيتامول” و”دوليبران”، ومضادات الاحتقان مثل “Fervex” و”Humex” و”Rhinofluimucil”، إضافة إلى أدوية السعال مثل “Toplexil” و”Broncorex”، وملينات البلغم مثل “Fluimucil” و”Exomuc”. كما يُستعمل “Strepsils” و”Septoléte” لتسكين آلام الحلق، بينما تُستخدم بخاخات الأنف الملحية لتسهيل التنفس. وفي حالات معينة يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات مثل “Tamiflu”، خاصة لدى الفئات المعرضة للمضاعفات.

إن الإنفلونزا ليست مجرد “نزلة برد عادية”، بل مرض موسمي يحتاج إلى وعي صحي وسلوك وقائي جاد، خصوصاً في الفترات التي يكثر فيها انتشار الفيروس. ومع التزام بسيط بالإجراءات الوقائية والعلاجية، يمكن عبور فصل الشتاء بأمان، وحماية الأسرة والمحيط من هذا الضيف الموسمي المتكرر.

جواد مالك

مدير عام و رئيس تحرير جريدة أهم الأخبار الدولية. أمين عام الإتحاد الدولي للشعراء والأدباء العرب (فرع المملكة المغربية). أمين سر منظمة أواصر السلام العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا