دشّن المنتخب المغربي مشواره في كأس العرب بانتصار مستحق على نظيره منتخب جزر القمر بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في مباراة أكد فيها “أسود الأطلس” جاهزيتهم للمنافسة منذ أول ظهور، ووجّهوا رسالة واضحة لباقي منتخبات المجموعة بأن طريق البطولة يمر عبرهم.
منذ صافرة البداية، بدا الإيقاع مغربيًا صرفًا، بضغط عالٍ وانتشار منظم في مختلف الخطوط، تُوّج بهدف مبكر منح العناصر الوطنية أفضلية نفسية وتقنية. هذا الهدف أربك حسابات المنتخب القمري، الذي وجد نفسه مضطرًا للتراجع أمام موجات هجومية متتالية. ولم يتأخر الهدف الثاني كثيرًا، بعدما واصل المنتخب المغربي ضغطه العالي وترجم سيطرته إلى تفوق عملي في النتيجة، أنهى به عمليًا نصف الشوط الأول لصالحه.
وقبل التوجه إلى غرف الملابس، عاد المغرب ليُؤكد سطوته بهدف ثالث في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، هدف حمل توقيع الواقعية والنجاعة، وعكس الفارق الواضح في الجاهزية الذهنية والبدنية بين المنتخبين.
في الشوط الثاني، حاول منتخب جزر القمر تقليص الفارق والدخول مجددًا في أجواء اللقاء، ونجح في تسجيل هدفه الوحيد مستغلًا هفوة دفاعية، غير أن ذلك لم يُربك حسابات العناصر الوطنية، التي أحسنت تدبير ما تبقى من دقائق المباراة بهدوء وخبرة، مع الحفاظ على التوازن بين الدفاع والهجوم، وخلق محاولات أخرى كانت قريبة من إضافة أهداف جديدة.
هذا الفوز لا يمنح المغرب ثلاث نقاط فقط، بل يمنحه دفعة معنوية كبيرة في سباق التأهل، ويؤكد أن المنتخب دخل البطولة بعقلية المنتصر، وبمجموعة قادرة على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة. كما عكست المباراة انسجامًا واضحًا بين الخطوط، واستيعابًا جيدًا لنهج اللعب، وانضباطًا تكتيكيًا منح “أسود الأطلس” أفضلية واضحة على امتداد دقائق المواجهة.
بانتصاره على جزر القمر، يضع المنتخب المغربي قدمه الأولى بثبات في طريق الدور المقبل، ويرفع سقف التفاؤل لدى الجماهير المغربية التي تنتظر الكثير من هذه المجموعة، أملاً في مشوار عربي يُعيد أمجاد التتويج، ويؤكد مكانة المغرب كأحد أبرز أقطاب الكرة العربية في السنوات الأخيرة.











