تكنولوجيا

انتشار التروتينيت في المغرب بين سهولة التنقل وتحديات السلامة

أصبحت التروتينيت، أو السكوتر الكهربائي، من أكثر وسائل التنقل حضورًا في شوارع المدن المغربية خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة. ويعود هذا الانتشار السريع إلى عدة عوامل، أبرزها الازدحام المروري المتزايد، وارتفاع أسعار الوقود، إضافة إلى رغبة الشباب في وسائل نقل عصرية وسهلة الاستعمال.

تتميز التروتينيت بكونها وسيلة عملية للتنقل لمسافات قصيرة، حيث تتيح لمستعمليها الوصول إلى وجهاتهم بسرعة دون الحاجة إلى الوقوف الطويل في الازدحام. كما أنها لا تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، وتُعد خيارًا اقتصاديًا مقارنة بالسيارات والدراجات النارية، فضلًا عن كونها صديقة للبيئة لأنها تعتمد على الطاقة الكهربائية ولا تنتج انبعاثات ملوثة.

وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي والمتاجر الإلكترونية في انتشار هذا النوع من وسائل النقل، إذ أصبح اقتناؤها سهلًا ومتوفّرًا بأسعار متفاوتة تناسب فئات مختلفة من المجتمع. كما أن مظهرها العصري جذب فئة واسعة من الشباب والتلاميذ والطلبة، الذين يستعملونها للتنقل اليومي أو للترفيه.

ورغم هذه الإيجابيات، يطرح انتشار التروتينيت عدة إشكالات، أبرزها السلامة الطرقية. فغياب إطار قانوني واضح ينظم استعمالها يجعلها مصدر قلق، خصوصًا مع استخدامها في الطرق المخصصة للسيارات أو على الأرصفة المزدحمة. كما أن عدم ارتداء الخوذة الواقية، وغياب احترام قواعد السير، يؤديان إلى حوادث قد تكون خطيرة في بعض الأحيان.

أمام هذا الواقع، يبرز النقاش حول ضرورة تقنين استعمال التروتينيت في المغرب، من خلال تحديد السرعة القصوى، والأماكن المسموح بالسير فيها، وفرض شروط السلامة على المستعملين. فالتنظيم الجيد يمكن أن يساهم في الاستفادة من مزاياها، مع التقليل من مخاطرها، وجعلها إضافة إيجابية لمنظومة النقل الحضري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا