عالم المرأة

دور المرأة في المساهمة في المجتمع والحفاظ على الهوية الوطنية

الرباط _ حليمة زروال

تُعدّ المرأة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وصون هويتها الوطنية، فهي ليست فقط نصف المجتمع عدديًا، بل هي المحرك الخفي لنهضته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. ومن خلال أدوارها المتعددة، أثبتت المرأة المغربية والعربية عمومًا أنها شريك فعلي في التنمية، وحامية لقيم الأصالة والانتماء.
منذ فجر التاريخ، كان للمرأة حضور فاعل في نسيج المجتمع، بدءًا من الأسرة التي تُعتبر النواة الأولى للهوية الوطنية، حيث تغرس الأم في أبنائها قيم الانتماء، وحب الوطن، واحترام الرموز الوطنية. فهي المربية التي تنشئ أجيالاً تؤمن بالوحدة الوطنية، وتحافظ على الموروث الثقافي، وتواكب في الوقت ذاته تطورات العصر بروح وطنية مسؤولة.
على الصعيد العملي، برزت المرأة في مجالات التعليم، والطب، والإدارة، والسياسة، والفنون، لتؤكد أن حضورها في مراكز القرار ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية تساهم في تحقيق التوازن الاجتماعي والتنمية المستدامة. فمشاركتها في العمل الجمعوي والسياسي تُعتبر شكلاً من أشكال التمثيل المجتمعي الذي يمنح صوتًا صادقًا لقضايا المجتمع، ويُثري النقاش حول مستقبل الوطن وقيمه.
ولأن الهوية الوطنية ليست مجرد شعار، بل ممارسة يومية، تواصل المرأة المغربية اليوم أداء دورها في الدفاع عن مقوماتها الثقافية، سواء من خلال التعليم، أو الفن، أو الإعلام، أو المبادرات التطوعية التي تحافظ على اللغة، والعادات، والرموز التاريخية التي تشكل العمود الفقري للانتماء الوطني.
إن تمكين المرأة لا يعني فقط منحها فرصًا مادية أو مناصب قيادية، بل الاعتراف بقدرتها على أن تكون حامية للذاكرة الجماعية، ومُلهمة للأجيال الجديدة في مسار التطور مع الحفاظ على الجذور. فكلما تعزز حضور المرأة في الفضاء العام، كلما ازدادت قدرة المجتمع على مواجهة تحديات العولمة دون فقدان هويته الخاصة.
يمكن القول إن المرأة ليست مجرد شريكة في التنمية، بل هي حارسة الهوية الوطنية، ووجه الوطن الذي يعكس توازنه بين الحداثة والأصالة. وبفضل وعيها المتزايد بدورها المجتمعي، تواصل السير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر عدلاً وتوازناً، حيث يتكامل صوتها مع صوت الرجل في خدمة الوطن وقيمه الراسخة.

Ahame Elakhbar | أهم الأخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا