سياسة

ترامب… الرئيس الذي قلب الموازين واعترف بمغربية الصحراء

بروكسل الصحافي / يوسف دانون

في عالم السياسة، قليلون هم القادة الذين يملكون الشجاعة الكافية لاتخاذ قرارات تاريخية تُغيّر مجرى الأحداث، وتعيد للحق مكانته. ومن بين هؤلاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دوّن اسمه بأحرف من ذهب في ذاكرة كل مغربي حين أعلن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ليضع بذلك حدًّا لأطول نزاع مفتعل عرفته القارة الإفريقية.
لم يكن ذلك القرار وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية استراتيجية واضحة وشجاعة سياسية نادرة. ترامب أدرك أن المغرب، بحكم تاريخه العريق واستقراره السياسي ومكانته الدولية، يمثل ركيزة أساسية في أمن المنطقة، وشريكًا موثوقًا في محاربة الإرهاب ودعم السلم. فكان قراره اعترافًا بالواقع التاريخي والجغرافي والسيادي، لا مجرد خطوة دبلوماسية عابرة.
لقد أعاد ترامب للمغرب قوته الدبلوماسية وأعطى شرعية دولية لملف ظلّ عالقًا لعقود بسبب حسابات ضيقة لبعض القوى الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا، اللتان كانتا تُفضّلان بقاء الوضع كما هو حفاظًا على مصالحهما الاستعمارية القديمة. لكن قرار الولايات المتحدة أربك الحسابات، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الوضوح السياسي في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية.
ومع ذلك، فإن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الحكمة السامية والرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي قاد هذا الملف بروح رجل الدولة الصبور، المؤمن بعدالة قضيته، والمتمسك بالحوار في إطار السيادة الوطنية الكاملة.
لقد جمع الملك بين الحنكة الدبلوماسية والذكاء السياسي، فمدّ جسور التعاون مع القوى الكبرى، وأعاد بناء علاقات المغرب على أساس الندية والاحترام المتبادل، ليكون صوته مسموعًا في المحافل الدولية.
واليوم، وبعد أن “قُضي الأمر فيما تستفتيان”، يبقى المغرب مرفوع الرأس، ثابت الخطى، يمضي في تنمية أقاليمه الجنوبية، في حين تتساقط أقنعة أولئك الذين تاجروا بقضية لا تعنيهم.
إنها لحظة انتصار للتاريخ، انتصار للحكمة على المؤامرة، وللحق على الزيف، وللوطن على من أرادوا له التجزئة.
فالصحراء كانت وستبقى مغربية أبا عن جدّ، شاء من شاء وأبى من أبى.

Ahame Elakhbar | أهم الأخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا