أخبار دولية

تحركات غامضة في الكاريبي تُعيد التوتر بين واشنطن وكاراكاس.. وترامب في قلب العاصفة

تتحرك مياه البحر الكاريبي في هدوءٍ ظاهري، لكنّ خلفها تتخبّط أمواج السياسة الدولية. فقد كشف تحقيقٌ حديث عن تحركاتٍ مريبة في الجزر الواقعة قرب السواحل الفنزويلية، يُعتقد أنها ترتبط بخططٍ أميركية جديدة قد تُعيد الصراع بين واشنطن وكاراكاس إلى الواجهة، وسط مؤشراتٍ على تزايد نفوذ الرئيس السابق دونالد ترامب في دوائر القرار المتصلة بالمنطقة.

التحقيق الذي بثّته شبكة “سكاي نيوز عربية” أشار إلى نشاطٍ مكثف في بعض الممرات البحرية الكاريبية، حيث رُصدت تحركات لوجستية وسياسية غامضة يُعتقد أنها تحمل بصمات أميركية تهدف إلى إعادة رسم معادلة النفوذ في أمريكا اللاتينية. وتأتي هذه التحركات في وقتٍ تتجه فيه الأنظار إلى الانتخابات الأميركية المقبلة، التي قد تشهد عودة ترامب إلى الحكم، بما يعنيه ذلك من تغيّرٍ جذري في مواقف واشنطن تجاه حكوماتٍ مناوئة لها، وعلى رأسها فنزويلا.

ويرى مراقبون أن الملف الفنزويلي لطالما كان ورقة ضغطٍ إستراتيجية في السياسة الأميركية، خصوصاً منذ تصاعد الخلاف بين إدارة مادورو والبيت الأبيض في عهد ترامب. ومع ظهور مؤشراتٍ على إعادة بناء تحالفاتٍ إقليمية بدعمٍ روسي وصيني، قد تجد واشنطن نفسها مدفوعةً لاستباق الأحداث عبر نشاطٍ استخباراتي أو سياسي غير معلن في الكاريبي.

وتعكس هذه التطورات حجم الصراع الدولي على موارد الطاقة والموقع الجغرافي لفنزويلا، التي تمتلك واحدة من أكبر احتياطات النفط في العالم، مما يجعلها ساحةً مثالية لاختبار ميزان القوى بين الشرق والغرب. وإذا صحت التقديرات بأن إدارة ترامب أو مقربين منه يخططون لتحركاتٍ استباقية في المنطقة، فإن العالم مقبلٌ على مرحلةٍ جديدة من التنافس الأميركي اللاتيني قد تعيد شبح الحرب الباردة إلى الأذهان.

ويبقى السؤال الحاسم: هل ما يجري في الكاريبي مجرد ضوضاء سياسية تسبق الانتخابات الأميركية، أم أنه بداية إعادة انتشارٍ أميركي مدروس يهدف إلى كبح تمدد موسكو وبكين في خاصرة واشنطن الجنوبية؟
الإجابة ما زالت قيد البحر، حيث تختلط أمواجه بالسياسة، وتغلي تحته أسرار الصراع القادم.

جواد مالك

مدير عام و رئيس تحرير جريدة أهم الأخبار الدولية. أمين عام الإتحاد الدولي للشعراء والأدباء العرب (فرع المملكة المغربية). أمين سر منظمة أواصر السلام العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا