ابتداءً من كأس العالم 2026، سيكون المشهد في ملاعب كرة القدم مختلفاً بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بإدراج استراحة ترطيب إلزامية مدتها ثلاث دقائق في منتصف كل شوط. هذا القرار يأتي استجابةً لارتفاع درجات الحرارة في العديد من البلدان المستضيفة للبطولات الكبرى، إضافة إلى دراسات طبية حديثة تشير إلى أن الإجهاد الحراري يؤثر بشكل مباشر على أداء اللاعبين وسلامتهم. الخطوة التي أعلنتها فيفا تعكس رغبة المنظمة في جعل صحة اللاعبين أولوية، خاصة في بطولات تُلعب تحت ضغط بدني وزمني كبير.
وليس الجانب الطبي وحده ما أثار الاهتمام، بل أيضاً التأثير التكتيكي لهذا الإجراء الجديد. فالمدربون سيحصلون على فرصة إضافية لإعادة تنظيم خطوطهم، وتقديم تعليمات قصيرة للاعبين دون انتظار نهاية الشوط أو إجراء تغييرات. هذا قد يمنح أفضلية للفرق ذات الأجهزة الفنية الأكثر جاهزية وقدرة على قراءة المباراة بسرعة. بعض المحللين يعتبرون أن الاستراحة القصيرة قد تُحوّل لحظة الترطيب إلى “توقيت ذهبي” لتغيير مسار المباريات، خصوصاً عندما تكون المواجهات متقاربة المستوى.
ورغم الترحيب الواسع، ظهرت أيضاً انتقادات من طرف من يرون أن القرار قد يزيد من توقفات اللعب ويكسر الإيقاع، لكن فيفا تؤكد أن الأولوية القصوى هي حماية اللاعبين في بيئة كروية باتت أكثر سرعة وقوة مما كانت عليه سابقاً. وبين الترحيب والتحفظ، يبقى مؤكدًا أن هذا التغيير سيترك بصمة واضحة على شكل كرة القدم الحديثة، وقد يفتح الباب أمام تعديلات أخرى في المستقبل إذا أثبت نجاحه خلال كأس العالم المقبلة.
