
أثار القيادي في حركة «حماس» غازي حمد جدلاً واسعًا بعدما وصف هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول بأنه «لحظة ذهبية» في مسار الصراع مع إسرائيل. هذا التصريح، الذي جاء في مقابلة إعلامية، لا يقتصر على الخطاب السياسي الداخلي للحركة، بل يعكس أيضًا محاولة لإعادة صياغة الرواية الفلسطينية في ظل حرب دامية يعيشها قطاع غزة منذ ذلك التاريخ.
وبينما تتمسّك الحركة بخيار السلاح وتعتبره جزءًا من هويتها السياسية والعسكرية، يبقى الواقع أكثر تعقيدًا مع سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين وتشريد مئات الآلاف في ظروف إنسانية قاسية. هذه الكلفة البشرية الهائلة جعلت العالم يفتح عينيه على حجم المأساة التي يعيشها سكان غزة يوميًا، فأصبحت صور الأطفال والنساء تحت الركام رمزًا للقضية، وأقوى من أي خطاب سياسي أو عسكري.
رغم المأساة، كان لِما حدث أثرٌ سياسي واضح؛ فقد ساهم في دفع عدد من الدول الأوروبية، مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج، إلى الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، فيما تعالت أصوات داخل الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى تطالب بوقف الحرب ومساءلة إسرائيل على ما وُصف بجرائم ضد المدنيين. هذه الاعترافات الدولية شكّلت مكسبًا دبلوماسيًا للفلسطينيين، وأعادت القضية إلى واجهة الاهتمام العالمي بعد سنوات من التراجع.
تصريحات غازي حمد تكشف عن رؤية الحركة بأن ما جرى لم يكن مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل محطة سياسية مفصلية تسعى من خلالها «حماس» لتثبيت نفسها كفاعل لا يمكن تجاوزه في أي تسوية مستقبلية. لكن السؤال الأعمق يظل قائمًا: كيف يمكن تحويل هذه اللحظة إلى مسار سياسي يحفظ دماء المدنيين ويضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة؟
إن قراءة ما جرى كلحظة فاصلة لا يمكن أن تكتمل من دون الاعتراف بأن الضحايا المدنيين هم من دفعوا الثمن الأكبر، وأن تضحياتهم كانت المحرك الأساسي الذي أعاد فلسطين إلى طاولة النقاش الدولي، وفتح العيون على الفظائع الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة.











