مجتمع

العربي المحرشي… بين السياسة والحضور الإنساني في وزان

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

يُعد العربي المحرشي أحد أبرز الأسماء السياسية في جهة طنجة تطوان الحسيمة، وواحدًا من الشخصيات التي بصمت الحياة السياسية بإقليم وزان لسنوات. برز المحرشي كقيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، حيث ظل لفترة طويلة من الأسماء المقربة من مؤسسي الحزب، ولعب أدوارًا محورية سواء في تمثيل الإقليم داخل قبة البرلمان أو في تدبير الشأن المحلي.

مسار سياسي لافت

شغل العربي المحرشي عدة مناصب سياسية مهمة، أبرزها رئاسة المجلس الإقليمي لوزان وعضويته بمجلس المستشارين، حيث كان حريصًا على الدفاع عن قضايا تنموية تتعلق بالبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية في الأقاليم الشمالية. عُرف بنشاطه القوي داخل البرلمان، حيث شارك في مناقشة نصوص قانونية ذات بُعد اقتصادي واجتماعي.

إلا أن مساره لم يخلُ من محطات صعبة، حيث تم عزله من رئاسة المجلس الإقليمي سنة 2021، بقرار من المحكمة الإدارية بناءً على تقارير لمفتشية وزارة الداخلية رصدت اختلالات في التدبير. ورغم هذا العزل، ظل اسم المحرشي حاضرًا بقوة في المشهد الحزبي والانتخابي، بفضل شبكة علاقاته القوية ومتابعته المستمرة لقضايا منطقته.

وجه اجتماعي وإنساني

بعيدًا عن السياسة والصراعات الانتخابية، لطالما احتفظ العربي المحرشي بصورة “الرجل القريب من المواطن” في وزان. فقد ساهم في إطلاق مبادرات اجتماعية كثيرة، خاصة خلال الفترات الحرجة كفصل الشتاء، حيث كان من أوائل من يسارع لتوفير الأغطية والمساعدات الغذائية للأسر المعوزة في القرى المعزولة.

عرفته الجمعيات المحلية كداعم دائم للأنشطة الرياضية والثقافية، حيث قدّم الدعم للفرق الرياضية الناشئة، وساهم في تمويل مشاريع جمعوية تهم الشباب والنساء القرويات. كما يُسجَّل له تدخلاته المتكررة لمساعدة بعض المرضى في الحصول على العلاج، ولعدد من الطلبة في متابعة دراستهم العليا من خلال تسهيل منح الدعم أو فرص التدريب.

الحضور الإنساني للمحرشي لم يكن فقط في المناسبات الرسمية، بل كان دائم الحضور في الحياة الاجتماعية اليومية؛ يشارك في الأفراح ويتقاسم لحظات العزاء مع الأسر، وهو ما ساعده في بناء علاقة استثنائية مع ساكنة المنطقة جعلته شخصية محورية في النسيج المحلي.

شخصية مثيرة للنقاش

يبقى العربي المحرشي من الأسماء التي تثير النقاش في الأوساط السياسية والإعلامية، بالنظر إلى تداخل الأدوار السياسية والاجتماعية في مسيرته. فرغم الانتقادات التي طالته بسبب التدبير المحلي، إلا أن الكثيرين يرون فيه رجلًا قادرًا على التحرك ميدانيًا، قريبًا من نبض الناس، لا يكتفي بلغة الخطب والشعارات.

في المشهد السياسي المغربي، يُجسد المحرشي نموذج “الزعيم المحلي” الذي يفرض حضوره بفضل شبكة النفوذ، لكن أيضًا من خلال علاقة شخصية وإنسانية عميقة بالمجتمع الذي ينتمي إليه.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا