
في مشهد قد يبدو للوهلة الأولى عشوائيًا، شهد أحد الأسواق الشعبية في الدار البيضاء تصوير مشاهد من فيلم سينمائي أمريكي ضخم، من بطولة المصارع والممثل الشهير جون سينا، ضمن أحداث فيلمه الجديد Convoi، الذي يتم تصويره بين المغرب والمجر بميزانية تصل إلى 75 مليون دولار.
لكن ما لم يكن في حسبان صُنّاع الفيلم، هو أن المغاربة لم يكتفوا بدور المتفرجين، بل أخذوا على عاتقهم توثيق كل التفاصيل بكاميرات هواتفهم، ونشرها مجانًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنهم يوجهون رسالة ضمنية لمنتجي الفيلم: “شكرًا على الإنتاج، نحن سنتولى التوزيع!”.
ورغم أن الفيلم يعتمد على أحدث تقنيات التصوير والإنتاج، إلا أن المغاربة أثبتوا براعتهم في التقاط مشاهد بجودة 4K، وبزوايا لم تخطر حتى على بال المخرج نفسه. بعض اللقطات التي جرى تسريبها بدت أكثر احترافية من تصوير طاقم العمل الرسمي، ما جعل بعض المواطنين يتحولون دون قصد إلى مخرجين ومنتجين بالمجان، وكأنهم يشكلون فريق “تصوير شعبي مساعد”.
أما المارة الذين ظهروا في المشاهد المصورة، فقد انتقلوا من كونهم متجمهرين فضوليين إلى “كومبارس محترفين”، حيث حصل بعضهم على مقابل مالي يتراوح بين 200 و700 درهم مقابل الظهور لبضع ثوانٍ أثناء مرور إحدى السيارات في المشهد.
وبالرغم من الفوضى التي بدت على المشهد، إلا أن كل شيء كان محسوبًا بعناية، مما يعكس دقة التخطيط السينمائي لجعل الأحداث تبدو طبيعية وحقيقية. واللافت أن بعض المشاركين في هذا المشهد لم تكن لهم أي علاقة بعالم السينما، لكن الصدفة جعلتهم جزءًا من إنتاج عالمي ضخم.
في النهاية، وبفضل الفضول والتجمهر، دخل المغاربة عن غير قصد التاريخ السينمائي، مساهمين في توثيق كواليس فيلم عالمي بأسلوبهم الخاص، مؤكدين أن السينما لم تعد حكرًا على المخرجين، بل باتت في متناول الجميع بمجرد هاتف ذكي!