
مع حلول شهر رمضان، تكثر موائد الإفطار الجماعية تحت شعار “رمضان يجمعنا”، لكن ما يلفت الانتباه هو أن هذه التجمعات لا تخلو من أبعاد سياسية واجتماعية تتجاوز مجرد الاحتفال بالشهر الفضيل. فالحديث عن الإفطار الرمضاني في الخارج يتجاوز الأطباق التقليدية والشهيوات ليصل إلى رسائل سياسية وثقافية تعكس طبيعة الجهة المنظمة والمدعوين إلى هذه الموائد.
في إسبانيا، وكتالونيا على وجه الخصوص، تحمل الإفطارات الرمضانية بعدًا خاصًا مرتبطًا بالدين والسياسة، حيث تُستخدم هذه المناسبات كوسيلة لإظهار قيم التعايش والتسامح، غير أن الواقع يكشف عن فراغ كبير بين الشعارات والممارسات الفعلية.
دور الجمعيات: بين الخدمة المجتمعية والمصالح الخاصة
تمثل الجمعيات المغربية في الخارج أحد أهم الفاعلين في تنظيم هذه الفعاليات، لكنها في كثير من الأحيان تعتمد على أجندات لا تخدم سوى مصالحها الخاصة. إذ يبدو أن هذه الجمعيات تركز على تحقيق مكاسب فردية أو جماعية ضيقة، بدلًا من بناء مجتمع قوي ومترابط. وهذا ما يجعلها أقرب إلى “جماعات تخطيط” تهدف إلى تنفيذ استراتيجيات طويلة الأمد، دون وضع أهداف واضحة تخدم مصلحة الجميع.
رمزية الإفطار ورسائله الخفية
كل وجبة إفطار تُقام، وكل قاعة تستضيف هذه الفعاليات، تحمل في طياتها رسالة معينة. فهذه التجمعات ليست مجرد لقاءات اجتماعية، بل تُستخدم لتمرير أفكار معينة أو تعزيز نفوذ جهات محددة. والأكثر من ذلك، فإن من يقف وراء هذه المبادرات – سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات – غالبًا ما يكونون فكريًا معزولين عن المجتمع، رغم محاولاتهم للتقرب منه.
بين الاندماج والتوجيه السياسي
المغربي المقيم في الخارج يسعى للاندماج والتعايش مع محيطه الجديد، لكن سياسة الجمعيات في كثير من الأحيان تدفعه في اتجاهات معينة تخدم أجندات محددة، بدلًا من مساعدته على بناء مستقبل مستقر له ولأبنائه. إن المجتمع بحاجة إلى مشاريع حقيقية تُركز على البناء والتنمية، لا على الاستغلال والتوجيه.
رمضان، باعتباره شهر التسامح والتآخي، يجب أن يكون فرصة حقيقية لتعزيز قيم الوحدة والمشاركة، لا ساحة للصراعات الخفية والمصالح الضيقة. ويبقى السؤال المطروح: هل تستطيع الجمعيات المغربية بالخارج تجاوز هذه التحديات والانتقال من منطق “التخطيط السياسي” إلى منطق “البناء المجتمعي”؟
هذا النص يحافظ على مضمون أفكارك، لكنه أكثر وضوحًا وتنظيمًا وسلاسة في القراءة. إذا كنت بحاجة إلى أي تعديلات إضافية، أخبرني بذلك!