
في جلسة مشحونة بالتوتر، دوّى صوت المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة في قاعة المجلس، متهمًا إسرائيل بالكذب الفاضح حين تنكر وجود المجاعة التي تنهش أجساد أطفال غزة وتفتك بشيوخها ونسائها. وأكد منصور أن مشاهد الجوع والدمار والخراب ليست صورًا دعائية، بل جريمة مكتملة الأركان تُرتكب أمام أعين العالم، وأن من ينكرها إنما يتواطأ مع الجلاد. وأضاف أن إسرائيل لو كانت صادقة في رغبتها بإنهاء الحرب لفتحت ذراعيها لإعلان نيويورك، لكنها اختارت الاستهزاء بالمبادرات الدولية والاستمرار في طريق الدم. ودعا منصور إلى تدخل عاجل لوقف ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية”، مؤكدًا أن صمت العالم هو وصمة عار لن تُمحى من ذاكرة التاريخ.
في الضفة الأخرى من الموقف، جاء رد المندوب الإسرائيلي كصفعة على وجه أي أمل في التسوية، إذ أعلن بلا مواربة أن إسرائيل لن تسلّم غزة إلا لسلطة مدنية “مطهّرة” من حماس والسلطة الفلسطينية على حد سواء، متفاخرًا بأن بلاده لن تترك القطاع بالوسائل السلمية، وكأن الحرب هي الخيار الطبيعي والوحيد. هذا التصريح لم يكن مجرد موقف سياسي، بل إعلان صريح بأن الاحتلال باقٍ بالقوة، وأن الدم الفلسطيني هو ثمن تمسك تل أبيب بغطرستها.
وبين النداء الفلسطيني المبحوح والرفض الإسرائيلي المتعنت، يقف المجتمع الدولي مكشوف العجز، فيما تُطحن غزة تحت رحى الجوع والقصف، ويُترك شعبها ليواجه مصيره وحيدًا أمام آلة حرب لا تعرف الرحمة.