المتتبع لشؤون مقاطعة حسان الرباط او لتدبير مآرب المواطنين على مستوى العاصمة ، سيصاب بالدهشة ويطرح اكثر من علامة استفهام بخصوص الغرض المتوخى من المنتخبين بصفة عامة في تسيير المحاور المتعلقة بالبنية التحتية والمرافق الاجتماعية وما الى غير ذلك من الحاجيات المرتبطة بالعيش اليومي لحياة المواطن ، لكن عندما تنقلب الأمور إلى سلسلة من حلقات الرعب والفوضى وتعطيل شؤون المقاطعة وما يترتب عنها من ايقاف العامل للصفقات وصرف ما يجب لتحقيق البرامج ، فهنا يفتح قوس للنقاش الحقيقي .
إن ما جرى صباح أمس الاربعاء ، يعيد للأذهان الصراع السابق الذي قاده صديقي الأمس اعداء اليوم ( ادريس الرازي وهشام اقمحي نائب عمدة الرباط ) ضد سعاد زخنيني الرئيسة السابقة للمقاطعة ، وبعدها الحرب الضارية ضد اسماء أغلالو عمدة الرباط السابقة ، وكيف جرى التنسيق للإطاحة ، وقد ساعدهما في ذلك الإجماع من جهة والهفوات الخطيرة التي سجلتها كل من زخنيني التي انتفضت ضدها أغلبيتها من البيجيدي حينها ، ونفس الأمر بالنسبة للعمدة أغلالو التي مالت كل الميل لاتخاذ العديد من القرارات الأحادية الجانب .
واذا ما نظرنا إلى أوضاع الأمس والتحالفات بين الاغلبية والمعارضة من أجل الإطاحة ، وتوفير اجواء العمل المميز ، فإن طعم الإطاحة بالرازي يختلف تماما لعدة اسباب .
– خلو ملف الرازي من الاختلالات او على الاقل كما اتضح لموقعنا الاخباري ” أهم الاخبار ” الذي تابع اجتماع امس من خلال التقارير المقدمة والدفوعات التي لم تشر نهائيا للأسباب الحقيقية الرامية إلى عزله .
– الحضور المكثف للمنتخبين بعد سنوات عجاف من الغياب واهمال مصالح المواطنين
– الحضور البارز والوازن للخصوم السياسيين السابقين كل من اسماء أغلالو وسعاد زخنيني وحليفهما ، وبنهمو عبد الرحيم .
– الهجوم الشرس الذي قاده صديق الأمس للرازي المستشار هشام أقمحي والذي كان له الدور البارز في هذا الانقلاب
– رفض الرازي لمقترح الإقالة
– اللجوء الى الفصل 70 من القانون التنظيمي للعمل الجماعي
– حضور مفوضة قضائية لإتباث الحالة رغم تواجد ممثل السلطة المحلية في شخص الباشا
– اللياقة والاستعداد النفسي الكامل الذي اتسم به الرازي في مواجهته لخصومه وتقبله لغدر الأصدقاء وكأنه يعلم مصير المجلس في المدة القصيرة المتبقية
– الدور السلبي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي ينتمي اليه الرازي في احتواءه للمشكلة ، والدفع للقول أن الحزب كان مؤيدا لطرح الإقالة
ومع ذلك تظل مصالح المواطنين الضحية الكبرى وسط نزاع لم ولن ينتهي باقالة الرازي ، بل يجب إقالة العشوائية والأنانية والاستغلال والاختلالات والأمية السياسية ، وفي انتظار الكلمة الفصل للمحكمة الإدارية النظر في النازلة بعد رفض ادريس الرازي مقترح قرار الإقالة في غضون أكثر من سنة اي على مشارف انتهاء المدة الانتخابية .. يظل الرئيس رئيسا