
في خطوة أثارت اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، أقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان نائبه المكلف بالشؤون البرلمانية عقب قيامه برحلة وُصفت بـ”الفاخرة” إلى القطب الجنوبي. هذه الخطوة لم تكن مجرد قرار إداري بل رسالة واضحة تحمل أبعاداً سياسية وشعبية، تعكس حجم التحديات التي تواجهها القيادة الإيرانية في الحفاظ على صورة من التواضع والانضباط في ظل أزمة اقتصادية خانقة.
جاءت الإقالة بعد أن أقدم النائب على القيام برحلة مثيرة للجدل إلى القارة القطبية الجنوبية، وهو ما اعتُبر مظهراً من مظاهر الترف غير المقبول، خاصة في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الإيرانيين من ضغوط معيشية متزايدة، وتواجه فيه الدولة تحديات اقتصادية حادة نتيجة العقوبات والتضخم والفساد.
لم يكن قرار بزشكيان تقنياً بحتاً، بل خطوة ذات دلالات رمزية واضحة. فمن جهة، يسعى الرئيس الجديد لإرساء صورة نظيفة عن إدارته، خاصة بعد الانتقادات التي طالت وفده خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك، حينما اصطحب أفراداً من عائلته وأصدقائه في رحلة رسمية. ومن جهة أخرى، فإن القرار يعكس رغبة القيادة في قطع الطريق على المعارضة الداخلية التي قد تستغل مثل هذه الهفوات لتأليب الرأي العام.
أثارت الخطوة ردود فعل متباينة. فالبعض أشاد بصرامة الرئيس وحرصه على الانضباط، فيما رأى آخرون أن القرار يحمل طابعاً استعراضياً لا يغيّر كثيراً من واقع السياسة العامة في البلاد. كما طرحت الخطوة تساؤلات حول مدى إمكانية تطبيق نفس المعايير على شخصيات أخرى داخل الحكومة.