
منذ السابع من أكتوبر 2023، يخضع قطاع غزة لحصار ناري وعدوان عسكري إسرائيلي متواصل، دخل يومه الـ562 دون توقف. مجازر يومية ودمار شامل استهدفا البشر والحجر، بينما تتسع رقعة الغضب الشعبي عربيًا ودوليًا، في مشهد يعيد إحياء روح التضامن مع القضية الفلسطينية.
في العواصم العربية، خرجت مظاهرات ضخمة في صنعاء وتونس والرباط وعمان والخرطوم، رافضة استمرار العدوان ومطالبة بوقف المجازر. لكن المشهد لم يقتصر على الوطن العربي، بل امتد إلى الساحات الدولية حيث شهدت إيطاليا وألمانيا وهولندا وفرنسا وبريطانيا والدنمارك وإندونيسيا مظاهرات واسعة رفع فيها المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات تندد بـ”الإبادة” وتدعو إلى وقف فوري للعدوان وتقديم مجرمي الحرب إلى العدالة الدولية.
في قطاع غزة، يتفاقم الوضع الإنساني بشكل يومي. وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن عدد الشهداء تجاوز 51,200، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 116,000، وسط انهيار شبه تام للمنظومة الطبية. تم تسجيل 4,700 حالة بتر، من بينها 18% لأطفال، ما يعكس بشاعة الاستهداف المباشر للمدنيين.
أما على صعيد البنية التحتية، فقد دُمّرت أكثر من 450,000 وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، ما أدى إلى نزوح نحو 1.9 مليون فلسطيني داخليًا. الهيئة العربية لإعمار فلسطين قدّرت تكلفة إعادة الإعمار بما لا يقل عن 80 مليار دولار، في ظل تدمير المدارس والمستشفيات ومراكز المياه والصرف الصحي.
التظاهرات، سواء في رام الله أو روما، في صنعاء أو ستوكهولم، تعكس حالة الرفض الأخلاقي والإنساني العالمي لهذا العدوان. الجماهير ترفع صوتها في وجه عالم رسمي عاجز أو متواطئ، ليبقى السؤال مفتوحًا: كم من الدماء تحتاجه الإنسانية حتى تقول “كفى”؟ وهل يكفي تضامن الشعوب لكسر آلة الحرب وإنقاذ ما تبقى من غزة؟