
تستيقظ كل صباحٍ وهي تحمل في قلبها وجعًا لا يُرى، ودموعًا لا تنزل، لأنّها إن بكت، خافت أن ينهار العالم من حولها. تلك المرأة التي تعيش كلّ يومٍ من أجل أطفالها، تخفي جراحها خلف ابتسامةٍ صامتة، تخبّئ دموعها في وسادتها، وتواجه الحياة بقلبٍ متعبٍ، لكنه لا يعرف الاستسلام.
هي المرأة التي عرفت الظلام، ولم تفقد الأمل بقدوم النهار، عاشت الخذلان، والخوف، والوحدة، لكنها ما زالت تقف شامخةً، تصنع من الألم قوّة، ومن الدموع صبرًا، ومن الحزن طريقًا نحو الضوء.
في داخلها حكاياتٌ لم تُروَ، وأوجاعٌ لم تُفهم، وأحلامٌ مؤجلة تنتظر الفرح الذي لم يأتِ بعد. ومع ذلك، ما زالت تمنح الحب، والحنان، والدفء، وكأنها لم تُكسر يومًا، وكأنها لم تُهزم ألف مرةٍ في صمتٍ مؤلم.
المرأة التي تعيش في العتمة وتنتظر النور، هي رمز الصبر، هي الأم، هي الأخت، هي الإنسانة التي خُلقت لتمنح الحياة رغم أن الحياة قست عليها. كلّ خطوةٍ تخطوها، تحمل وجعًا، وكلّ ابتسامةٍ تُخفي وراءها دمعةً.
ومع كلّ هذا، ما زالت تحلم، لأنّ الأمل هو الشيء الوحيد الذي لم تستطع الحياة أن تسلبه منها.











