زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصر في زيارة رسمية بدأت في 6 أبريل 2025 واستمرت لثلاثة أيام، التقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من كبار المسؤولين، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي. جاءت هذه الزيارة في وقت بالغ الحساسية إقليميًا ودوليًا، حيث ناقش الجانبان سبل دعم الاقتصاد المصري، وتوسيع التعاون في مجالات النقل والطاقة والمياه، حيث وقعت الوكالة الفرنسية للتنمية اتفاقيات بقيمة 260 مليون يورو لدعم مشروعات تنموية استراتيجية في مصر.
وخلال الزيارة، حرص ماكرون على تأكيد دعم بلاده لاستقرار مصر، مشددًا على أهمية التعاون المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة. وقد توجه الرئيس الفرنسي إلى مدينة العريش في سيناء، حيث تفقد مستودعات المساعدات الإنسانية، وزار مستشفى ميدانيًا يعالج الجرحى الفلسطينيين، وأطلق دعوة مباشرة إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستئناف تدفق المساعدات دون عوائق.
الشق الثقافي والتعليمي لم يكن غائبًا عن الزيارة، حيث زار ماكرون جامعة القاهرة وأشاد بالتنوع الثقافي والديني في مصر، مؤكدًا عمق العلاقة بين البلدين في المجالات الأكاديمية والعلمية. وقد تم خلال الزيارة توقيع نحو 40 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية.
في لفتة إنسانية وثقافية، رافق الرئيس المصري نظيره الفرنسي في جولة بين معالم القاهرة التاريخية، من شارع المعز إلى الحسين وخان الخليلي، حيث التقى بالمواطنين واستمع لمظاهر الحياة اليومية، ما أضفى على الزيارة طابعًا شعبيًا مميزًا.
كما أجرى ماكرون اتصالات مع عدد من القادة الدوليين، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وملك الأردن عبد الله الثاني، لبحث سبل التوصل إلى تهدئة في غزة، مما يعكس حرصه على أن تلعب فرنسا دورًا دبلوماسيًا فاعلًا في تهدئة التوترات بالمنطقة.
جاءت زيارة ماكرون لتؤكد عمق العلاقات الفرنسية المصرية، وتعكس رغبة باريس في لعب دور محوري إلى جانب القاهرة، سواء في الملفات الاقتصادية أو السياسية أو الإنسانية، في منطقة تتطلب تضافر الجهود الدولية للحفاظ على استقرارها.
