صحة

“أطفال القمر” أطفال القمر: رحلة في الظل ومعاناة الأسرة

الرباط _ حليمة زروال

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في عالمنا المليء بالألوان والأضواء، هناك أطفال يعيشون في ظلال دائمة، محرومين من متعة ضوء الشمس، ويُعرفون باسم “أطفال القمر”. هؤلاء الأطفال يعانون من مرضٍ وراثي نادر يسمى “جفاف الجلد المصطبغ” (Xeroderma Pigmentosum)، وهو اضطراب يسبب حساسية شديدة للأشعة فوق البنفسجية، بما في ذلك ضوء الشمس العادي.

ما هو مرض جفاف الجلد المصطبغ؟

جفاف الجلد المصطبغ هو مرض وراثي متنحٍ نادر، يُضعف قدرة الجسم على إصلاح التلف الحاصل في الحمض النووي عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية. هذا يعني أن تعرض هؤلاء الأطفال لأشعة الشمس، حتى لفترات قصيرة، يؤدي إلى تلفٍ في الجلد والعينين، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد بشكل كبير.

مظاهر المرض عند أطفال القمر

تبدأ مظاهر المرض عادة في سن مبكرة، وغالبًا قبل سن الثانية. تشمل الأعراض:

حساسية مفرطة لضوء الشمس: ظهور حروق جلدية سريعة بعد التعرض لأشعة الشمس.

بقع داكنة أو فاتحة على الجلد.

خشونة وتشققات جلدية مزمنة.

زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

مشاكل في العينين، مثل التهابات متكررة أو عتامة القرنية.

معاناة الأسرة اليومية

لا تقتصر المعاناة على الطفل المصاب وحده، بل تمتد لتشمل الأسرة بأكملها، إذ تجد نفسها مضطرة لتكييف نمط حياتها بالكامل لحماية طفلها:

– حماية مشددة
يتطلب الأمر توفير بيئة آمنة خالية من الأشعة فوق البنفسجية، مثل استخدام ستائر مظللة خاصة، ومصابيح لا تصدر أشعة فوق بنفسجية، وملابس تغطي الجسم بالكامل مع قبعات ونظارات شمسية خاصة.

– العيش في الليل
كثيرًا ما يُطلق على هؤلاء الأطفال لقب “أطفال القمر” لأنهم يستطيعون اللعب بحرية فقط في الليل، حين تختفي أشعة الشمس الضارة.

ـ العزلة الاجتماعية
قد يشعر الطفل بالعزلة بسبب صعوبة المشاركة في الأنشطة اليومية مع أقرانه، مما يتطلب دعمًا نفسيًا كبيرًا.

– تكاليف العلاج والعناية
تتكبد الأسرة تكاليف باهظة لشراء المستحضرات الواقية، ومتابعة الفحوصات الدورية، والعلاجات الخاصة للوقاية من السرطان.

الجانب النفسي والاجتماعي

تتطلب رعاية “أطفال القمر” شجاعة كبيرة من الأسرة لمواجهة التحديات النفسية والاجتماعية. فالخوف الدائم من التعرض للشمس، والقلق المستمر على صحة الطفل، يؤديان أحيانًا إلى ضغوط نفسية هائلة على الوالدين والأشقاء. كما يحتاج الطفل لدعم مستمر لتعزيز ثقته بنفسه ومساعدته على الاندماج في المجتمع.

الأمل في المستقبل

رغم صعوبة المرض، هناك أمل دائم: * التقدم في الأبحاث الجينية قد يفتح آفاقًا لعلاجات جديدة.
* الجمعيات الخيرية والبرامج التوعوية تقدم دعمًا مهمًا.
* توعية المجتمع تساعد على دمج هؤلاء الأطفال في بيئة أكثر تفهمًا وتقبلًا.

أطفال القمر رمز للصبر والتحدي، وقصتهم تذكير قوي بأهمية البحث العلمي، والتضامن الأسري، والدعم المجتمعي. إنهم يعيشون في عالم بلا شمس، لكن بابتسامتهم وتفاؤل أسرهم، ينيرون دروب الأمل رغم الظلام.

اهم الاخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا