
في خطوةٍ تعيد التوتر إلى واجهة المشهد الدولي، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده ستعيد بناء منشآتها النووية “بقوةٍ أكبر”، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية. التصريح، الذي جاء بنبرةٍ حاسمة، يُعدّ رسالة مزدوجة إلى الغرب وإلى الداخل الإيراني في وقتٍ تتصاعد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية على طهران.
تزامن الإعلان مع جمودٍ شبه تام في مسار المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول الست، ومع تزايد القلق الغربي من تسارع أنشطة التخصيب في المنشآت الإيرانية، لا سيما في “نطنز” و“فوردو”. ويبدو أن بزشكيان يسعى من خلال خطابه إلى التأكيد على أن بلاده لن تتراجع عن “حقها السيادي” في تطوير برنامجها النووي، رغم العقوبات الأميركية والأوروبية التي أثقلت الاقتصاد الإيراني منذ سنوات.
محللون سياسيون يرون في هذا التصريح تحوّلاً نحو خطابٍ أكثر تشدداً من طهران بعد فترةٍ من الهدوء النسبي الذي طبع علاقاتها بالدول الغربية خلال الأشهر الماضية. فالحديث عن “إعادة البناء بقوةٍ أكبر” يوحي بأن إيران تعتبر المرحلة الحالية مرحلة إعادة تموضعٍ استراتيجي تهدف إلى استعادة زمام المبادرة النووية، وإرسال إشارة إلى خصومها بأن قدرتها على الردع ما تزال قائمة مهما اشتدت العقوبات أو العزلة.
إقليمياً، قد يفتح هذا الإعلان الباب أمام جولةٍ جديدة من التوتر في الخليج، خصوصاً في ظل الحساسية التي تبديها إسرائيل وبعض العواصم الغربية تجاه أي توسّعٍ في الأنشطة النووية الإيرانية. كما يُنتظر أن يكون لهذا الموقف انعكاس على علاقات طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي سبق أن اشتكت من نقص الشفافية في بعض المواقع النووية الإيرانية.
إيران، التي تؤكد باستمرار أن برنامجها النووي “سلمي بحت”، تُصرّ على أن سياساتها تأتي رداً على ما تصفه بالتهديدات والازدواجية الدولية في التعامل مع ملفها. ومع إعلان بزشكيان الأخير، يبدو أن البلاد تتجه نحو مرحلةٍ أكثر تشدداً، حيث تضع نفسها في مواجهة مفتوحة مع الغرب، في وقتٍ يشهد فيه الشرق الأوسط تحولاتٍ جيوسياسية متسارعة.











