
بين نوبة من النشاط المفرط، وأخرى من الحزن العميق، يعيش المصاب باضطراب ثنائي القطب صراعا داخليا لا يرى… لكنه قد يقوده إلى حافة الانتحار.”
اضطراب ثنائي القطب ليس مجرد تقلب مزاج،
بل هو اضطراب نفسي مزمن، يتميز بتعاقب نوبات من الهوس (نشاط زائد، اندفاع، أفكار متسارعة)،
ونوبات من الاكتئاب العميق، يصاحبها فقدان للأمل، شعور بالذنب، وإحساس بالعجز.
وفي هذه اللحظات بالذات، قد تظهر أفكار انتحارية صامتة، لا لأن المصاب يريد الموت… بل لأنه لم يعد يحتمل الألم.
– لماذا يواجه المصابون بثنائي القطب خطر الانتحار أكثر من غيرهم؟
1. لأنهم يعيشون تقلبات داخلية عنيفة ومرهقة نفسيا.
2. لأن نوبات الاكتئاب لديهم تكون عميقة ومظلمة.
3. لأنهم يشعرون أحيانا بالوحدة وسوء الفهم من محيطهم.
4. ولأن الخوف من الوصمة يمنعهم من طلب المساعدة.
* ما أهمية التكفل النفسي في الوقاية من الانتحار؟
– التشخيص المبكر وتقديم التفسير المناسب للحالة.
– العلاج الدوائي والنفسي المستمر مع أخصائيين مختصين.
– دعم نفسي فردي أو جماعي يخفف من الإحساس بالعزلة.
– توعية الأسرة وإشراكها في تقديم الدعم دون أحكام أو ضغط.
– توفير بيئة آمنة تتيح للمصاب أن يعبّر عن مشاعره دون خوف.
– ملاحظة إنسانية:
الانتحار ليس أنانية… بل لحظة انكسار داخلي لا تحتمل.
والمصاب بثنائي القطب لا يبحث عن الموت، بل عن خلاص من ألم صامت لا يفهمه أحد.
ولذلك، فهو لا يحتاج فقط لمن يقول له: “هل تناولت دواءك؟”
بل يحتاج أكثر لمن يسأله بلطف وصدق:
“كيف حالك اليوم؟”
اضطراب ثنائي القطب لا يعالج بالإهمال أو التوبيخ،
بل بالرعاية، والعلاج، والاحتواء.
أن تنقذ شخصا من الانتحار، لا يعني فقط أن تمنعه من الموت…
بل أن تعيده إلى الحياة.