
في تطور خطير وغير مسبوق، شنت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم هجومًا عسكريًا واسعًا استهدف منشآت نووية إيرانية محصنة، في خطوة وُصفت بأنها تمثل منعطفًا حادًا في صراع بدأ صامتًا وتصاعد إلى حدود الانفجار الإقليمي. العملية التي أُطلق عليها اسم “المطرقة منتصف الليل” نفذت بدقة متناهية واستهدفت مواقع نووية حساسة في كل من فوردو، نطنز، وأصفهان، مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك بعيدة المدى.
الرئيس الأمريكي أشاد بالعملية واعتبرها “نجاحًا مذهلًا” في حماية الأمن الدولي ومنع طهران من بلوغ العتبة النووية، فيما وصف وزير الدفاع الأمريكي الهجوم بـ”الضربة الساحقة” التي حيّدت ما أسماه “الخطر الإيراني الصامت”. وجاء هذا التحرك العسكري بعد أسابيع من التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، وتزايدت فيه المؤشرات على تبلور تحالف عسكري ضد طهران، بلغ ذروته بدخول مباشر للقوة الأمريكية في المشهد.
في المقابل، جاءت ردود الفعل الإيرانية غاضبة، حيث وصفت الخارجية الإيرانية الضربات بـ”الخيانة الصريحة للدبلوماسية” وبأنها “تجاوز للخطوط الحمراء وخرق فاضح للقانون الدولي”، متوعدة بأن “الجمهورية الإسلامية تحتفظ بكافة الخيارات للرد على هذا العدوان”. وأكدت طهران أن هذه الضربات لن تمر دون ثمن، وأن الرد الإيراني قد يكون شاملاً وغير محدود الزمان والمكان.
التداعيات لم تتوقف عند حدود إيران وأمريكا، بل اهتز لها المشهد الإقليمي والدولي. إسرائيل اعتبرت الضربات لحظة “تاريخية” لكبح المشروع النووي الإيراني، فيما دعت الأمم المتحدة إلى وقف التصعيد والعودة إلى طاولة الحوار، محذّرة من انزلاق الوضع نحو حرب شاملة في الشرق الأوسط. من جانبها، عبّرت روسيا والصين عن قلقهما العميق، بينما دعت دول عربية وخليجية إلى ضبط النفس، معتبرة أن أي انزلاق عسكري أوسع سيكون له آثار كارثية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
العالم يقف الآن على حافة سيناريوهات مفتوحة، حيث لا يبدو أن الأمور ستعود سريعًا إلى ما كانت عليه. إيران التي تعرضت لأكبر ضربة عسكرية على منشآتها النووية منذ عقود، تقف أمام تحدٍ وجودي قد يدفعها إلى الرد بقوة، بينما تعلن واشنطن أنها لن تتراجع عن استخدام القوة لمنع امتلاك طهران للسلاح النووي. اللحظة مفصلية، والشرق الأوسط يدخل فصلًا جديدًا من فصول التوتر المدجج بالنار والصمت الذي يسبق العاصفة.