
في صباح الجمعة الموافق 18 أبريل 2025، ودّعت مصر والوطن العربي أحد أبرز نجوم الكوميديا في العقود الأخيرة، الفنان القدير سليمان عيد، الذي غيّبه الموت عن عمر يناهز 64 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة ألمّت به داخل منزله بمدينة الشيخ زايد، ليرحل تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا وذكرى طيبة في قلوب الجمهور.
من الكيت كات إلى قلوب الملايين
وُلد سليمان عيد في حي الكيت كات بمحافظة الجيزة يوم 17 أكتوبر 1960، وبدأت رحلته مع الفن في نهاية الثمانينيات، حيث لمع اسمه تدريجيًا من خلال أدوار صغيرة صنعت له مكانة مميزة، ليصبح لاحقًا واحدًا من أكثر الوجوه المحبوبة على الشاشة. اشتهر بخفة ظله، وتلقائيته، وقدرته الفطرية على إضحاك الناس دون تكلف.
طوال مسيرته، شارك في أكثر من 150 عملًا فنيًا متنوعًا، من أفلام ومسرحيات ومسلسلات، وكان آخر أعماله فيلم “فار بـ7 ترواح” الذي يُعرض حاليًا في دور العرض المصرية، وكأنه يودّع جمهوره بابتسامة خفيفة كعادته.
وداع مؤثر وحضور فني كبير
أُقيمت جنازة الفنان الراحل بعد صلاة الجمعة في المسجد الكبير بالمجمع الإسلامي في الشيخ زايد، وسط حضور لافت من نجوم الفن والإعلام. ظهر الحزن واضحًا على وجوه الحاضرين، الذين عبّروا عن صدمتهم لفقدان زميل لطالما كان حاضرًا بدعاباته ونبله الإنساني خلف الكواليس.
كلمات وداع من القلوب
نعى العديد من الفنانين زميلهم الراحل بكلمات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، منهم أحمد حلمي، وأشرف عبد الباقي، ومنى زكي، الذين وصفوه بـ”الإنسان البسيط الذي كان يحمل قلبًا أبيض وروحًا خفيفة الظل”.
الوداع الأخير
برحيل سليمان عيد، يخسر الوسط الفني أحد رموزه الذين لم يتصدروا المشهد كثيرًا، لكنهم ظلوا ثابتين في ذاكرة الجمهور، بحضورهم الصادق وأدوارهم التي لم تكن كبيرة بالحجم، لكنها كانت عظيمة بالتأثير.
رحم الله سليمان عيد، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.