
الجزائر تلك الدولة التي لا تعترف بالجميل .
الجزائر بنظامها لا تستشعر أبداً قيم الأخوة وحسن الجوار.
الجزائر هي جارتنا ، بل هي شقيقتنا ، بل أكثر من كل هذا و ذاك فالجزائر هي بلد المليون شهيد ، لكن هل نسيت الجزائر كم عدد المغاربة الذين استشهدوا من أجل حرية شعب الجزائر ؟
مشكلتنا نحن المغاربة لم تكن أبداً مع الشعب الجزائري ، لأننا وإياهم في علاقة حب و ود وتقدير ، بل أكثر من ذلك أيضا مصاهرة وإياهم تزوجوا منا وتزوجنا منهم وبالتالي أصبحت علاقتنا بالجزائر علاقة دم وقرابة لأن فيها أولاد وبنات .
للتاريخ وللحقيقة ؛ فمنذ أن تولى العسكر التسيير والحكم في هذا البلد ، لم تعد الجزائر تقدر وتحترم شقيقها الأكبر المغرب كما كانت إبان الإستعمار والإستقلال ، لقد نسيت هذه الجارة الشرقية بطولات المغاربة الأشاوش ؛ و كيف ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الجزائرحتى تنعم بريح الحرية بعد – 130 سنة استعمار- و إذا كانت القيادة الحاكمة في الجزائر قد نسيت أو تناست كل ذلك ، فالتاريخ أبداً لم ولن ينسى كل ذلك ، ثم إن أفاضل وفضليات الجارة الحبيبة الغالية من جيل الإستعمار والإستقلال يتذكر بعز وافتخار كيف كان المغاربة يدخلون السلاح والخبز والدواء لهم ؟
لنتكلم بكل بصراحة ! لأن البوح في كثير من الأحيان قد يكون مراً لكن في المحصلة لا يمكن إخفاء الحقيقة بفقاقيع فارغة حتى من الهواء ، لأن التاريخ يسجل ويحفظ الجميل لأهله ، فالرئيس الراحل ” الهواري بومدين ” و تلميذه النجيب ” الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة ” و الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون ومعهما المؤسسة العسكرية لايضعون في اعتبارهم الإنتماء اللغوي والديني اتجاه الجيران ، السيد بوخروبة عمل أكثر من جهده لكي يعطل قطار التنمية في المغرب فكان أحد المؤسسين لما يسمى اعتباطا – البوليساريو – وكان الهدف من ذلك هو خلق كيان وهمي يعمل على زعزعة استقرار المغرب ، فجند ودرب مجموعة من الإنفصاليين وصرف أموالا باهضة كانت من المنطق أن تعود بالنفع على الشعب الجزائري الشقيق
الذي برهن للعالم صموده من اجل التغيير .
الهواري بومدين لبس ثوب الثعلب وتنكر بذهائه وجن جنونه ؛ لما قرر المشمول برحمة الله تعالى الملك الحسن الثاني تنظيم المسيرة الخضراء – التي أبهرت ساسة العالم
– فأرسل 350000 ألف متطوعة ومتطوع لصلة الرحم بإخوانهم بثخوم الصحراء ؛ مسيرة صفق لها العالم بأجمع ، فما كان من الرئيس الجزائري إلا ًأن قام بمسيرة مضادة سماها هو ب (المسيرة الكحلاء ) فطرد عددا كبيرا من المغاربة المستقرين بالجزائر – وهي سابقة في التاريخ
– فسلب منهم ممتلكاتهم و فرق الزوج عن زوجته في يوم من شعائر الإسلام عيد الاضحي والإبن عن أبيه وأمه ، ولحد الساعة مازال المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر يطالبون بحقهم .
الرئيس عبدالمجيد تبون شفاه الله وهو في خريف عمره – نطلب له حسن الخاتمة – نسي أن أبجدية القراءة والكتابة تعلمها من أُطر تربوية مغربية ذهبت إلى الجزائر لتنفض غبار الجهل و التخلف على شعبها .
لماذا العداء للمغرب ؟ هذا هو السهل الممتنع الذي لا تريد الجزائر الإعتراف به ، الجزائر ترفض فتح الحدود و وصل بها الحقد الدفين ان تمنع حتى الطيران المغربي لدخول اجواء البلاد ؛ و لم تكتفي فقط بهذا بل أغرقت المغرب بملايين حبوب الهلوسة والأدوية الفاسدة ؛
الجزائر لا يسرها ما يشهده المغرب من تطور في البنيات التحتية. الجزائر هي حجرة عثرة أمام لم شمل إتحاد المغرب العربي ، الجزائر أضاعت فرص عديدة للسير قدما نحو الأفضل ، الجزائر تصرف أموالا باهضة وخيالية على كيان وهمي آيل للسقوط عاجلا أو آجلا .
آخر تخريجات الجزائر الشقيقة هي عمليات الترحيل المتكررة ضد اللاجئين السوريين إلى جنوب الصحراء ؛ فعلت ذلك مع اخواننا المنحدرين من إفريقيا وجنوب الصحراء ، وهي بهذا الفعل الشنيع تخالف قواعد حسن الجوارالتي ما فتئ المغرب يدعو إليها طبقا للمواثيق الدولية .
هل للجزائر أطماع في المغرب ؟
هذا هو السؤال الذي نقول من خلاله : ماذا تريد الجزائر من المغرب ؟
لحكام الجزائر ولكل الجزائريين نقول إن قطارالتنمية في المغرب ماض في تنميته نحو مغرب حداثي ديموقراطي وراء قيادته الحكيمة .
ابو نعمة نسيب -كريتيبا – البرازيل